تقنين التشريع الجنائى الاسلامى


تقنين أحكام الجرائم والعقوبات  فى الشريعة الاسلامية


× مما لا شك فيه أن قانون كل أمة هو مقياس حضارتها وعنوان تقدمها وبقدر ما يتحقق للقانون من أصالة وصلاحية لتلبية حاجات ومصالح المجتمع تكون طاعته والخضوع لأحكامه والالتزام بأوامره ونواهيه ولا شك أن القانون الاسلامى أصيل أصالة الامة الاسلامية ذاتها والتى حكمت به مايزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان ، فما شكل نقصا أو إضطرابا بل بسط سلطانه على كافة العلاقات الإنسانية جنائياً ومدنياً وشخصياً ودولياً وإتسع إتساعا لم تبلغ مثله النظم القانونية قديما وحديثها حتى اليوم ووضع حضارة لم تشهد مثلها أرقى الامم القانونية قديمها وحديثها حتى اليوم ، ووضع حضارة لم تشهد مثلها أرقى الاْمم فى عصرنا الحالى .

×ولم يهتم أغلب الباحثين من فقهاء القانون الوضعى بدراسة أحكام الجرائم والعقوبات فى الشريعة الغراء دراسة مفصلة ومقارنتها بما عليه الحال فى القوانين الحديثة القائمة ، وكان هذا نقصا حال بيننا وبين معرفة حقيقة ما لدينا من تراث زاخر مجيد خاصة فى القانون الجنائى ، ومن المؤلم للنفس أن بعض من ليس لهم دراية بالتشريع الاسلامى قد أثاروا اللغط إما عمداً أو جهلاً حول تطبيق الشريعة الاسلامية خاصة فى المجال الجنائى متعللين بعدم التناسب فيها بين الجريمة والعقوبة وعدم صلاحية أحكامها للتطبيق فى العصر الحاضر ، وهذا إفتراء وتجن على التشريع الجنائى الاسلامى ولا يسع أى منصف محايد الا أن يقرر بحق أن التشريع الجنائى الاسلامى خير من أى قانون على وجه الارض بل هو المثل الاعلى الذى يجب أن يأخذ به ويسير على هديه أى قانون فى أى بلد إسلامى .



تقنين التشريع الجنائى الاسلامى


×وبقارنة النظريات الحديثة التى توصل اليها الفكر القانونى الجنائى بما جاء به القانون الجنائى الاسلامى نجد أنه قد راعى تلك النظريات الحديثة به ، بل وتزداد الحيرة عندما نعلم أن تلك النظريات وليدة الثورة الفرنسية فى القرن التاسع عشر, فى حين أن تلك النظريات ذاتها قد جاء بها القانون الجنائى الاسلامى وسبق بها القانون الفرنسى بعدة قرون .

×ولذلك لزاما علينا أن نعرض التشريع الجنائى الاسلامى فى صورته الصحيحه ليكون أبلغ رد على من يحاولون إتهام التشريع الجنائى الاسلامى  بأنه يتربص بالناس ويسعى لتقطيع أيديهم وإزهاق أرواحهم وهو أبعد مايكون عن ذلك ، فالتشريع الجنائى الاسلامى لم يعتبرالعقاب غاية فى ذاته بل هو أخر وسيلة يلجأ اليها بعد استنفاذ كافة وسائل العلاج الاخرى ، ومن الخير لمجتمعاتنا الاسلامية أن تعالج بتشريعاتنا لا بتشريعات مجتمعات غيرنا ,  فهى  قادرة بعون الله أن تقدم الجديد والجديد مهاما أختلف الزمن وتجددت الوقائع .

تعليقات